21 - 06 - 2025

ملامح | إيران وإبادة الغطرسة الإسرائيلية

ملامح | إيران وإبادة الغطرسة الإسرائيلية

غضبت لهزيمة الأهلي أمام بالمراس المكسيكي، ولعنت اللاعبين والمدربين على الأداء الباهت السيئ، وإضاعة فوز محقق أمام أنتر ميامي الأمريكي، الذي يقوده الصهيوني الأرجنتيني ميسي، بفضل رعونة تريزيجيه بإصراره على لعب ضربة الجزاء الضائعة، وشعوره بأنه اللاعب الأوحد بالفريق.. ولعنت الخطيب على سوء إدارته فكان عليه ترحيل كولر منذ بداية العام، بعدما ظهر خوفه من الهزيمة على ما حققه من انتصارات أدى لأداء باهت للفريق، فكانت الهزيمة بفقدان بطولة إفريقيا، والفوز بالدوري بقدر من الله، وكذلك هناك لاعبين وجب ترحيلهم فقد باتوا بلا فائدة، ومنهم من هو بلا قيمة منذ البداية، وكذلك عقد الخطيب صفقات مع لاعبين ليسوا على المستوى المطلوب لنادي البطولات، وتم التفريط في لاعبين ذات قيمة للفريق وكانوا في حاجة لفرصة.

الخطيب يذكرني بقيادي عند بداية عهده قام بأعمال جيدة، لكن مع مرور الأيام اكتشفنا ما أتعسه وأتعسنا، لذلك وجب على الخطيب الرحيل عن قيادة الأهلي، وبصراحة منذ بدأت "هيصة" اللعب بكأس العالم للأندية، وهوجة الإعارات والتعاقدات، ولدي شعور بأن الأهلي لن يحقق شيئاً يذكر، وإن كنت أتمنى أن تخيب ظنوني.

وسط الحزن على الأهلي، والقلب الممزق على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، تنبعث سيمفونية الصواريخ الإيرانية، التي شغلت وتشغل بال الشعوب المحبة للاستقلال والمقاومة، فما أجمل مشاهد وقوف اللبنانيين والعراقيين والأردنيين والفلسطينيين فوق أسطح منازلهم يترقبون مرور الصواريخ الإيرانية، وجلوس المشاهدين في مصر وتلك الدول أمام شاشات التليفزيون في منازلهم وبالمقاهي لمشاهدة سيمفونية العزف المنفرد لصواريخ "سجيل وقادر وحيدر وخيبر وفتاح" وغيرها من الصواريخ، بخلاف المسيرات لإبادة الصهيونية.  

إن ما تقوم به إيران حالياً بمفردها، هي حرب إبادة لكرامة وغطرسة وبلطجة إسرائيل وداعميها "الولايات المتحدة التخريبية وفرنسا وألمانيا وبريطانيا"، فهي الدولة الوحيدة التي تمكنت من إلحاق الأضرار الاقتصادية والبشرية والعسكرية بما وصف بأنه لا يقهر ولا يهزم، فهزمته على أراضيه المحتلة بعد أن طالت صواريخها قواعدها العسكرية، والعلمية، والتكنولوجية، والتجسسية. ونجحت في تدمير مبانٍ حكومية واقتصادية وعسكرية ومواقع سرية. وقامت باختراق كاميرات المراقبة العامة والخاصة بالمستوطنين، وأصبحت تتابعهم مباشرة عبر الشاشات أثناء القصف وهم داخل منازلهم، وذلك ما كشفت عنه وكالة بلومبرج الأمريكية "أن إيران نجحت في اختراق كاميرات المراقبة العامة والمدنية في مناطق متعددة داخل إسرائيل، وتستخدمها في مراقبة نتائج القصف وتحديث الإحداثيات لاستهداف دقيق".

إيران تقوم بحرب الإبادة مدعومة بذاتها، وإرادتها الصلبة، وصلابة شعبها..  معركة تخوضها بتكتيك عسكري وسياسي بارع، فقد تلقت يوم الجمعة 13 يونيو 2025، ضربة قاضية، ضربة تقصم الظهر، فلقد تمكن الكيان الصهيوني من خلال جواسيسه بالداخل من إطلاق طائرات مسيرة انقضاضية نفذت عمليات اغتيال طالت 10 علماء و20 قائدا عسكرياً.. وتمكنت طائراتها الأمريكية "الأف 15و16و35" بقنابل أمريكية الصنع أيضاً، بمساعدة أجهزة التجسس الفرنسية والبريطانية والألمانية والأمريكية، من تدمير الدفاعات الجوية ومقرات عسكرية ونووية، كما مارس الكيان عادته باستهداف المواطنين في منازلهم، والمستشفيات ووسائل الإعلام والمنظمات الإنسانية مثل الهلال الأحمر والإسعاف، حتى الشوارع لم يتركها دون قصف.. فقد أعلن رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني عن تضرر 5 مستشفيات، و6 سيارات إسعاف ومركز خدمات صحية منذ بدء الكيان الصهيوني عدوانه.. المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي قال في منشور له، "وقع اليوم/ الجمعة 20 يونيو 2025/ مثال آخر على الانتهاك الصارخ للقانون الإنساني الدولي من قبل الكيان الصهيوني عندما تم استهداف سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر في طهران، مما أدى إلى مقتل ثلاثة مسعفين.

ظن الكيان وداعموه الأربعة، وضواحيهم الإبراهيميين، أن الضربة القاسية لإيران قضت عليها.. وحزن، بل صدم محبو المقاومة من كافة الأديان والمذاهب لتلك الضربة، خاصة بعد ما تعرض له حزب الله.. وتمنوا لو أنشقت الأرض والسماء لتبتلعهم.

المدرب الإيراني الحكيم، قام بتعيين قادة عسكريين جدد، وأعد تشكيلا جديدا لخوض حرب لإبادة كرامة وغطرسة الكيان وداعميه، فكانت الموجات الصاروخية والمسيرات والتي بلغ عددها حتى وقت كتابة هذه السطور ثمانية عشرة موجة، وقدرت بعض وسائل الإعلام عدد الصواريخ بنحو 550 صاروخا متعدد الأنواع، وألف مسيرة وصل منها 137 مسيرة للأجواء الإسرائيلية.

إيران تلاعبت بأنظمة الدفاعات الجوية الأمريكية المتطورة، وعددت أساليب التهديف ونوعت في أوقات الإرسال، بدأت يوم الجمعة بالرد ليلاً، ثم عدلت من خطتها وبدأت ترسل مع الساعات الأولى لليوم، ثم في الصباح ثم ظهرا وعصراً، حتى أن السفير الأمريكي بالكيان قال نحن نذهب للملاجئ 5 مرات يومياً. إنها صلاة دفع الثمن لما ارتكب في إيران وغزة والضفة الغربية وجنوب لبنان وسوريا، والباقي أعظم.

لأول مرة منذ تأسيس دولة الكيان المغتصب للأراضي الفلسطينية، عام 1948، تصل صواريخ تدمر مساكنهم ومستشفياتهم ومراكزهم العسكرية والاستخباراتية والعلمية، ويبحثون عن مفقودين تحت أنقاض المنازل والمباني المدمرة.. تماماً كما فعلوا مع الفلسطينيين في غزة، الفرق الوحيد أن الإسرائيلي لديه ملجأ، أما الفلسطيني فلا ملجأ له.

نجح الإيراني في إبادة الغطرسة والهمجية والكرامة المصطنعة للكيان وداعميه الأربعة.. كما نجحت من قبل ـ ولازالت ـ المقاومة الفلسطينية في تلقينه درسا قاسيا بالملعب الخلفي بقطاع غزة.  

الكيان أعتقد أنه في نزهة داخل إيران، لكنه فوجئ وفقا لما نقله مراسل القناة 12، عن مسؤولين إسرائيليين قولهم "إن الحرب على إيران ستطول أكثر مما توقعوا في البداية".. كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية نقلاً عن مسؤولين عسكريين وصفتهم برفيعي المستوى بأن دقة الصواريخ الإيرانية في إصابة أهدافها قد ارتفعت ثلاثة أضعاف مقارنة بعمليتي "الوعد الصادق 1 و2"، واعترفت المصادر بأن صاروخاً إيرانياً من كل اثنين تقريباً يصيب هدفه، في حين كانت السلطات العسكرية الإسرائيلية تدعي سابقاً أنها تعترض 90% من الصواريخ الإيرانية!

الصحيفة الإسرائيلية "يديعوت أحرونوت" نقلت عن ضابط إسرائيلي شارك بحرب غزة قوله "إن بعض المواقع التي سقطت فيها الصواريخ الإيرانية تشبه ساحة الحرب.. والدمار الذي شاهدناه في شوارع تل أبيب جراء صواريخ إيران يبدو جنونيا.. لقد شعرت وأنا في رمات غان بعد تعرضها لصاروخ كأنني بخان يونس أو بيت حانون".

النظام الإيراني بكافة أشكاله السياسية والعسكرية قال كلمته "على ترامب والواهمين من داعمي الكيان أن يعلموا أنّ استسلام شعبنا أو قبول السلام المفروض وهم لن يتحقق".. وإنما المحقق هو إبادة كرامة وغطرسة إسرائيل وكشف أكذوبة دامت 48 عاماً، ولا عزاء للضاحية الصهيونية العربية المعروفة بالإبراهيمية.
-----------------------------------
بقلم: محمد الضبع


مقالات اخرى للكاتب

ملامح | إيران وإبادة الغطرسة الإسرائيلية